السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةآسياعمليات «طالبان أفغانستان» الانتقائية ضد الجماعات الإرهابية تدق ناقوس الخطر

عمليات «طالبان أفغانستان» الانتقائية ضد الجماعات الإرهابية تدق ناقوس الخطر

أثارت معاملة حركة «طالبان» الأفغانية، المختلفة والمتضاربة، للجماعات الإرهابية داخل أفغانستان إنذارات حول التزام النظام بجهود مكافحة الإرهاب، التي وعد بها الأميركيين والقوى الإقليمية الأخرى إبان اتفاقية الدوحة وما بعدها.

تثير معاملة «طالبان» الأفغانية المتضاربة لتنظيم «داعش – خراسان» وحركة «طالبان الباكستانية» المخاوف في إسلام آباد وعواصم إقليمية أخرى، حيث إنهم يطاردون «داعش» ويقتلون عناصره، ويوفرون الإيواء والحماية لحركة «طالبان» الباكستانية.

جنود من حركة «طالبان» الأفغانية يسيرون حاملين الأعلام خلال حفل تخرجهم في مزار الشريف بأفغانستان في 16 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

ويدق التضارب الأمني مع الجماعات الإرهابية، ناقوس الخطر في إسلام آباد وغيرها من العواصم، وقتلت قوات «طالبان» الأفغانية واعتقلت الآلاف من المتعاطفين مع «داعش – خراسان» من شرق وشمال أفغانستان، بيد أن كابل تركت حركة «طالبان» الباكستانية، دون مساس بها خلال العامين الماضيين. وتبنى تنظيم «داعش – خراسان» أكثر من 300 هجمة إرهابية على حكومة «طالبان» الأفغانية في المدن الرئيسية في أفغانستان.

جنود من حركة «طالبان» الأفغانية يحضرون حفل تخرجهم في مزار الشريف بأفغانستان (إ.ب.أ)

وتجتذب حركة «طالبان» الأفغانية وتنظيم «داعش – خراسان» مجندين من المجموعة نفسها من الإرهابيين والمقاتلين التي ترعرعت وانتشرت في أفغانستان خلال السنوات الثلاثين الماضية. مع ذلك، فإن كلاً من «طالبان» و«داعش – خراسان» يتبنيان آيديولوجيات وأجندات متضاربة للغاية في أفغانستان.

وخلال العامين الماضيين، نفذت قوات الأمن التابعة لحركة «طالبان» عمليات وغارات ليلية ضد تنظيم «داعش – خراسان» في المدن الرئيسية الأفغانية جميعها.

أمن «طالبان» يقوم بفحص سيارة عند نقطة تفتيش في قندهار بأفغانستان في 30 يوليو 2023 (إ.ب.أ)

اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، المنظمة الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان، نظام «طالبان» باعتقال وتعذيب المدنيين المتهمين بإيواء مقاتلي «داعش – خراسان».

وادعى مجلس الأمن القومي الأميركي، في وقت سابق من العام الحالي، أن حركة «طالبان» قتلت زعيم «داعش – خراسان»، الذي دبر التفجير الانتحاري المميت عام 2021 في مطار كابل الدولي.

تفتيش أمني لـ«طالبان» لراكبي الدراجات النارية والأشخاص عند نقطة تفتيش في قندهار بأفغانستان في 30 يوليو 2023 (إ.ب.أ)

والسؤال المطروح حالياً في العواصم الإقليمية هو: هل سيوفرون الحماية أو يطاردون إرهابيين آخرين وجماعات مسلحة متمركزة في أفغانستان؟

وتبنت «طالبان» نهجاً مختلفاً تماماً تجاه مقاتلي حركة «طالبان» الباكستانية، الذين يعيشون في المدن والبلدات الحدودية في أفغانستان، حيث يشنون من حين لآخر هجمات عبر الحدود على قوات الأمن الباكستانية داخل الأراضي الباكستانية.

ويرتبط أغلب عناصر ومقاتلي حركة «طالبان» الباكستانية بشبكة «حقاني»، وهي فرع من فروع حركة «طالبان» الأفغانية التي يرأسها وزير داخلية حركة «طالبان»، سراج الدين حقاني. ويُشار إلى أن سراج الدين حقاني ليس وزير داخلية نظام «طالبان» فحسب، وإنما يسيطر أيضاً على جهاز استخبارات «طالبان».

أمن «طالبان» في حالة استنفار عند نقطة تفتيش في كابل بأفغانستان في 18 أغسطس 2023 (إ.ب.أ)

وتعدّ استخبارات «طالبان» الآن الجهة الوحيدة المسؤولة عن الحفاظ على الاتصال مع حركة «طالبان» الباكستانية، وغيرها من المنظمات المسلحة الموجودة في أفغانستان.

وهناك تقارير تفيد بأن حركة «طالبان» قد نقلت بالقوة مقاتلين من تركستان الصينية بعيداً عن الحدود الصينية. وأخيراً، تأكدت هذه التقارير من قبل وسائل الإعلام الدولية. وأعربت دول آسيا الوسطى مثل طاجيكستان وأوزبكستان وتركمنستان عن قلقها إزاء وجود مواطنيها في أفغانستان الذين فروا من بلادهم في التسعينات واستضافتهم حركة «طالبان» منذ ذلك الحين.

وفي بعض الأحيان، يشنون غارات داخل دول آسيا الوسطى. وكانت طاجيكستان أكثر البلدان استهدافاً في هذا الصدد. كما تشعر إيران بالقلق إزاء الطريقة التي ستعامل بها حركة «طالبان» الآن مقاتلي بلوشستان الإيرانيين الذين يختبئون الآن في أفغانستان الخاضعة لحكم حركة «طالبان».

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات