السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةآسيابدعمٍ من جلالة السلطان: عُماني يفتتح المصنع الأول من نوعه في الشرق...

بدعمٍ من جلالة السلطان: عُماني يفتتح المصنع الأول من نوعه في الشرق الأوسط

لم يتوانى- أبدًا- عن بذلِ الجهد والمال في سبيلِ تحقيقِ حلمه، وأن يراهُ حقيقيةً وواقعًا أمامه، فعَمِلَ جاهدًا عبر السفرِ إلى أقصى الدُنيا لتوفيرِ ما يلزم لافتتاح مصنع المصار الصوفية العُماني، ودفعَ بأبنائه للعملِ معه وتكوين شركة عائلية عُمانية فريدة من نوعها تسعى لأن يكون منتجها استمرارًا لما خلفه الآباء والأجداد وتأصيلًا للموروث العُماني العريق.

هو مصنعٌ المصار الصوفية العماني، بدأ صاحبه أحمد بن عبدالله الحوسني رحلة صبرٍ و سعي منذ أكثر من 20 عامًا، ويشهد المصنع اليوم توسعة جديدة وافتتاح مقرٍ آخر له، تواصلت معه الصحوة فكان هذا الحوار

كيف جاءتك فكرة إنشاء مصنع للمصر العماني؟

الفكرة كانت موجودة لكن اتضحت أكثر حينما قمتُ بزيارة جمهورية الهند بهدف التعرف عن كثب على مكنونات هذا المصر؛ لأتمكن من أخذ فكرة التصنيع، فكانت البداية الحقيقية عام 1996 حينما زرتُ منطقة كشمير بالهند فأخذتُ بتعلم هذه الحرفة من بلدها الأم، وكان هذا الأمر يطلب الكثير من الجهد والصبر فمنذُ 1996م إلى أواخر سنة 2003 وأنا أبلوِر المشروع لأخرج بمصنع محلي يُنتج المصر العماني وفقَ معايير إنتاجية عالمية.

هل كانت زيارتك للهند كافية لتتمحور لديك صورة المصنع كاملة بكل تفاصيلها؟

الهند غنية جدًا بمثل هذه الصناعات لكنها لم تكن كافية، لذلك قمتُ بزيارات لعدة دول أخرى كي يتسنى لي معرفة المواد الأولية ذات الجودة العالية التي يُمكن استخدامها في صناعة المصر العُماني، إضافة إلى أنني كنتُ أبحثُ أيضًا عن التقنية اللازمة للصناعة والتي تعطينا في النهاية مُنتج يُرضي الرجل العُماني ويفي باحتياجات السوق المحلي والأسواق الأخرى بهذا المُنتج، فتوجهتُ وفقًا لذلك لعدة دول منتجة لهذه المواد والمعدات منها اليابان، وكوريا وسنغافورة، وإندونيسيا، وتايلاند، ومنغوليا، والصين.

متى بدأ التشغيل الفعلي للمصنع؟

انطلق العمل بالمصنع أواخر عام 2008، واليوم في 2019 يشهد المصنع تطورًا آخر في توسعته وافتتاح الفرع الثاني له تحت رعاية الدكتور علي بن مسعود السنيدي، وزير التجارة والصناعة وبدعمٍ من صندوق الرفد

منذ 1996 وحتى الانطلاقة عام 2008، ألا تشعر أنه المدة كانت طويلة جدًا؟

بالفعل، لكنني خلال هذه المدة كُنت أتعلّم وأجرّب، أخطئ وأنجح، لذلك فهي فترة مهمة جدًا بالنسبة لي، لأنني مررت بالكثير من التغييرات والعثرات والنجاحات التي كانت تصقلني وتزيدني صلابة ومعرفة وفهمًا.

أخبرنا عن أبرز ما حدث خلال هذه الفترة؟

أتذكرُ أنّ خبر الافتتاح بدأ يسري في السوق المحلي بأنّ هناك مصنع للمصر العُماني سُيفتح قريبًا، وقد وصل هذا الأمر لمولانا صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، ونال على استحسانه واهتمامه السامي لهذه الفكرة، فحَضِيَ باللفة السامية بتغيير مسمى المصنع إلى “مصنع المصار الصوفية العُماني” الذي أعتبره شخصيًا وسام شرفٍ لي ولعائلتي.

كيف أثّرت هذه اللفتة الكريمة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة عليك؟

دفعني هذا الأمر إلى تغيير سير العمل، فعملتُ على تدريب أبنائي وصقلهم، وابتعثتهم لعدة دول على حسابي الخاص حتى يتمكنوا غدًا من مسك زمام الأمور كعائلة، فأصبح الأبناء على رأس عملهـم فمنهم المصمم، ومازج الألوان في النقوش، والآخر قائم بالصيانة الدورية، ومنهم المسوِّق والمحاسِب. وتعهدت للمقام السامي الخوض في هذا العمل دون تهاون وأن يكون هذا الاسم الذي حضيَ به المصنع دافعًا للتقدم.

ما هي النتائج الملموسة التي حصدتها بافتتاح المصنع؟

الأمر بالغ الأهمية في هذه النقطة هو أنه أصبح هناك منتج محلي للمصر العماني، لكن منتجاتنا ما اكتفت بالانتشار في السوق المحلي فقط بل أضحت توزّع في السوق الخليجي، وعدة دول أخرى كالعراق واليمن، إيران وتركيا وبعض دول شرق أفريقيا.

ما هي أنواع المصار التي ينتجها المصنع؟

كل الأنواع المتعارف عليها فمنها ما يُسمى بالبشمينا باللغة الهندية، والكشميرا المعروف عالميًا بكمالها ونقوشه الفريدة وجودته، إضافةً إلى الترمة بمختلف أنواعها، والكثير الكثير من الأنواع الأخرى.

هل هناك فترة معينة من السنة يزدهر فيها الإنتاج بالمصنع؟

بالتأكيد، فالإنتاج يبلغ أوجه في موسم الأعياد خصوصًا شهر رمضان وشهر ذو الحجة، أما خليجيًا وعربيًا فالطلب يزيد في أشهر الشتاء ابتداءً من أكتوبر ولغاية شهر فبراير.

بالنظر إلى الإنتاج وازدهار العمل، كم عدد الموظفين في المصنع؟ وهل يلتزم بسياسة التعمين؟

في البداية كان هناك 4 أشخاص فقط يعملون في المصنع أما اليوم مع التوسعة الجديدة للمصنع فيزيد عددهم عن 100 عاملًا، وجميعهم مستوفين لشروط التعمين، وبالتأكيد نهدف أولًا إلى توظيف الشباب العُماني المُجيد في هذا المجال.

بالحديث عن التوسعة الجديدة أخبرنا عن المختلف الذي سيشهده المصنع بهذه المناسبة؟

تعد التوسعة بالمنشآت الجديدة والمعدات المتطورة الجديدة نقلة نوعية تلبي حاجة الأسواق المحلية والخارجية لإنتاج المصار ومنتجات الأقمشة النسائية وغيرها من المنتجات، وتقدر مساحة المبنى الجديد للمصنع بـ 4000 آلاف متر مربع، ويشمل زيادة في معدات التصنيع، وزيادة في الإنتاج السنوي.

هل تلقيت دعمًا حكوميًا أو خاصًا خلال مدة العمل على توسعة المصنع؟

أقولها بكل صراحة، لم نكن لنقف لولا تظافر الجهود من الجهات الحكومية المعنية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال بالسلطنة، بما يؤهلنا لدخول الأسواق العالمية ونحن بأتم الكفاءة لننافس ونتخذ للمنتج المحلي مكانة لا يتجاوزها أحد، حيث شاركنا بتنسيق من غرفة تجارة وصناعة عمان في معرض أوبكس في عدة دول، كما ساهم صندوق الرفد والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) بالتمويل من الصندوق وإدخالنا في برنامج التوجيه مع المختصين من ريادة”.

ما هو المستقبل الذي تريده لهذا المصنع وإلى أين تود أن يصل؟

أتمنى أن يصل المصنع إلى مزيد من النجاحات، ومزيد من الأفرع والتوسعات، ليس في السلطنة فحسب بل في الخارج أيضًا، وأن يواكب الموضة التي تُرضي كافة الأذواق، وأن يكون المرجع الأول للرجل العماني خصوصًا متى ما أراد شراء مصر له، ومن الممكن في المُستقبل ألا نكتفي بتصنيع المصر فحسب بل منسوجات أخرى أيضًا.

صورك: الصحوة

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات