السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةآسياتركيا وإسرائيل.. صداقة بطعم العداوة وعلاقات دبلوماسية لا تموت ولا تحيا

تركيا وإسرائيل.. صداقة بطعم العداوة وعلاقات دبلوماسية لا تموت ولا تحيا

أخيرا استدعت تركيا سفيرها في إسرائيل بعد أسابيع من سحب تل أبيب دبلوماسييها من أنقرة خوفا على سلامتهم من امتداد لهيب الغضب الشعبي المتصاعد في مختلف بلدان العالم الإسلامي، وخصوصا في تركيا التي كانت تسير في طريق متسارع لتحسين وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

تأخرت الخطوة كثيرا -كما يقول أنصار المقاومة وبعض محللي الشأن التركي- معتقدين أن هذا الاستدعاء يمثل الدرجة الرابعة في مؤشر الموقف التركي من الطوفان الذي لم يفاجئ إسرائيل كما يبدو، بل فاجأ أصدقاء حماس نفسها، وفي مقدمتهم تركيا.

وبين الصدمة السياسية والدم الغزي الدافق الذي يعيد تشكيل إستيراتيجيات السياسة والأمن في الشرق الأوسط بشكل عام، بدأ الغضب ينبض في العرق التركي، ليخرج الرئيس الطيب رجب أردوغان بأكثر من خطاب ناري يهاجم إسرائيل ويعلن تجريمها ويصفها بالإرهابية، ويبرئ حماس من الإرهاب.

وليست هذه المرة الأولى التي تتعثر فيها العلاقات بين تركيا وإسرائيل، لكن الحرب الدائرة الآن على غزة هي الأكثر قساوة والأشد قتلا وتدميرا حتى الآن، وتمتاز بأنها تأتي ناسفة لفترة من التقارب بعد سنوات من الجفاء، ضمن أزيد من 7 عقود من العلاقات المتموجة كضفاف البوسفور.

تركيا.. أول بلد إسلامي يعترف بإسرائيل

أخذت تركيا “السبق” في الاعتراف بإسرائيل، إذ اعترفت بها يوم 28 مارس/آذار 1949 بعد أقل من عام على تأسيسها يوم 14 مايو/أيار 1948، في عهد الرئيس التركي الأسبق عصمت إينونو، وجاء هذا الاعتراف لينسف تراث العثمانيين، في هذا الصدد، وبالذات آخر سلاطينهم، السلطان عبد الحميد الذي كان حجر عثرة في وجه المشروع الصهيوني الذي بشر به وسعى من أجله المؤسس ثيدور هيرتزل.

مع بداية العام 1950 عينت تركيا سيف الله إيسن مفوضا دبلوماسيا في تل آبيب، حيث كان أول دبلوماسي تركي يقدم أوراقه إلى الرئيس الإسرائيل الأول حاييم وايزمان، قبل أن تتوتر العلاقات لاحقا سنة 1955 إثر قيام ما يعرف بحلف بغداد والذي ضم إلى جانب تركيا، كلا من بريطانيا والعراق وباكستان وإيران، ليتمدد التوتر مجددا إلى انتقاد تركيا للعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956.

وتكرر ذلك لاحقا مع حرب النكسة سنة 1967، حيث وقفت تركيا إلى جانب الدول العربية في حرب الأيام الستة، التي انتهت باحتلال إسرائيل للقدس الشرقية والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء في مصر ومرتفعات الجولان في سوريا.

ولم يكن عقد السبعينيات ربيعا دبلوماسيا بين الطرفين، فقد صوتت تركيا في الأمم المتحدة على اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية سنة 1975، وقبل ذلك ساندت الحراك الشعبي والعربي المحتج على حريق المسجد الأقصى سنة 1969.

إلا أن المياه عادت إلى مجاريها في العلاقة بين الطرفين مع مطلع الثمانينيات، حيث أعلن في الأول من يناير/كانون الثاني 1980 عن رفع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى السفراء، لتنعم تل أبيب بدفيء تلك العلاقة عدة أشهر قبل أن تنخفض أيضا مع إعلان إسرائيل ضم القدس الشرقية، واعتبارها مدينة القدس عاصمة أدبية لها سنة 1980، حيث سارعت تركيا لإغلاق قنصليتها بالقدس وخفض مستوى تمثيلها في تل أبيب.

وبعد سنوات من التوتر عادت مرة أخرى إلى التحسن، حيث رفع التمثيل الدبلوماسي بين الطرفين إلى مستوى القائم بالأعمال سنة 1986، قبل أن تعيدها انتفاضة الأقصى سنة 1987 إلى مستوى أخفض، بسبب دعم تركيا للانتفاضة واعترافها لاحقا بدولة فلسطين التي أعلن عنها الرئيس الراحل ياسر عرفات في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988.

ومع تسعينيات القرن المنصرم، وإطلاق ما عرف بمسلسل السلام عادت العلاقات إلى التحسن مجددا، وأعادت تركيا سفيرها إلى تل أبيب سنة 1992، لتدخل العلاقة المرحلة الذهبية التي عززت وبشكل كبير من التعاون العسكري بشكل خاص بين البلدين، حيث كانت سنوات 1994، و1996، و1998 سنوات نوعية في علاقات جنرالات تركيا الانقلابيين بالنظام الإسرائيلي، قبل أن يأخذ الأمر مسارا آخر من “التوتر المحسوب” مع بروز حزب العدالة والتنمية ووصوله إلى الحكم سنة 2002.

أرودغان وتل أبيب.. توتر دائم وعلاقات لا تنقطع

ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السلطة، أخذت العلاقة بين تركيا وإسرائيل بعدا خاصا، فقد سعى هذا الحزب القادم من رحم الإسلاميين الأتراك إلى تطبيع العلاقة مع إسرائيل، حيث زار رئيس الوزراء التركي حينها رجب الطيب أردوغان ووزير خارجيته آنذاك عبد الله غل تل أبيب سنة 2005 سعيا إلى تحسين العلاقات التي تتخرق مع أي عدوان إسرائيلي على فلسطين.

ولأن الثقة بين الطرفين كانت أقل مما كانت عليه في ظل أنظمة تركية سابقة، فلم تنجح الزيارات المتبادلة بين الطرفين في رفع العلاقة من حفر التدهور والاضطراب، لتسقط مجددا مع العدوان الإسرائيلي على لبنان سنة 2006، ولاحقا سنة 2010 مع ما اعتبرته تل آبيب ” تحريضا فنيا” عليها، عبر مسلسلات من بينها “وادي الذئاب”، و”صخرة حجر”.

وعلى خلفية ذلك استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي، وتم إجلاسه على كرسي منخفض، وهو ما اعتبرته أنقرة إهانة وفظاظة دبلوماسية.

وقبل ذلك في مؤتمر دافوس سنة 2009، انسحب أردوغان من المنصة الرسمية بعد مشادة مع الرئيس الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز، حاول خلالها بيريز شرعنة الهجوم على غزة، ورد عليه أردوغان قائلا “إن ارتفاع صوتك ناجم عن الشعور بالذنب.. عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم تعرفون جيدا كيف تقتلون.. أعرف جيدا كيف قتلتم الأطفال على الشاطئ”، مضيفا “لقد انتهى دافوس بالنسبة لي”، وقام مغادرا الجلسة. وهو الموقف الذي لقي صدى كبيرا لدى الرأي العام العالمي، وخاصة في العالم العربي.

مرمرة.. السفينة التي أغرقت العلاقات

كانت سفينة مرمرة التركية التي حاولت كسر الحصار على قطاع غزة، بمثابة الموجة التي أغرقت العلاقة التركية الإسرائيلية في المياه العميقة للتأزيم، حيث تعرضت لهجوم إسرائيلي في المياه الدولية، مما أدى إلى مقتل 9 نشطاء أتراك ضمن آخرين من جنسيات متعددة.

رفع أردوغان لهجته الحادة تجاه إسرائيل وسحب سفيره من تل أبيب، ودعاها إلى:

– الاعتذار الفوري لتركيا عن مقتل مواطنيها بالرصاص الحي.

– تعويض الضحايا وعائلاتهم.

– رفع الحصار المفروض على غزة.

وقد تجاهلت إسرائيل المطالب التركية، مما اضطر أنقرة إلى تخفيض علاقاتها مع تركيا إلى أدنى مستوى، وجمدت الاتفاقيات العسكرية بين البلدين، قبل أن تعيد تل آبيب تحسين العلاقات باعتذار نتنياهو لأردوغان سنة 2013، وهو ما تقبله الزعيم التركي، ليبدأ مسار جديد من التطبيع بين البلدين بلغ ذروته مع إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم توصل الطرفين إلى تفاهمات بعد مفاوضات خاصة في إيطاليا من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، وفي نفس العام دفعت إسرائيل تعويضات بقيمة 20 مليون دولار لأسر ضحايا سفينة مرمرة.

غير أن العلاقات عادت مجددا إلى التوتر وبقوة بعد انتقاد الرئيس التركي لمنع إسرائيل الأذان في مناطق تحت سيطرتها، لتقع العلاقة مجددا في نفق مظلم من الاضطراب، حيث تبادل الطرفان الانتقادات والاتهامات بالإهانة والفظاظة السياسية، وتبادل الطرفان سحب السفراء، لينهار حبل الود بين الطرفين لأكثر من 8 سنين.

طوفان الأقصى.. الدم الذي أحرق التطبيع

سعت تركيا خلال العام 2022 إلى علاج جراحات علاقاتها مع إسرائيل، ضمن سياق تحسين علاقاتها مع الدول الفاعلة في المنطقة، وتبادل الطرفان إشارات ودية كثيرة، وزار الرئيس الإسرائيلي أنقرة، التي احتفت بضيفها اللدود.

وترى تركيا في تطبيعها -الذي نسفته لاحقا موجات طوفان الأقصى- محاولة للخروج من حالة التأزم التي طبعت علاقاتها في السنوات الأخيرة مع عدد من دول المنطقة، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من تلك العلاقة في “تبييض” الصفحة التركية عند قادة البيت الأبيض.

وبينما كانت تل أبيب تعد العدة لاستقبال أردوغان، فاض الطوفان الفلسطيني لينسف العلاقة المضطربة بين تركيا وإسرائيل، ويعيد أنقرة مجددا إلى منصة الصقور المعادية لإسرائيل.

وهكذا سحبت إسرائيل دبلوماسييها من أنقرة خوفا عليهم، ولاحقا تعاملت تركيا بما يشبه المثل، حيث قامت باستدعاء سفيرها للتشاور، ردا على رفض إسرائيل وقف الحرب على غزة.

وبعد أسابيع من اندلاع الحرب، أطلق أردوغان عدة تصريحات تبرئة لحماس من تهمة الإرهاب، ووصما لإسرائيل بالعدوان والإجرام، وتوعدا بمحاكمتها دوليا، لكن العلاقة أيضا لم تخرج حتى الآن عن ذات الطريق الذي سلكته في الحالات السابقة، وهي العودة عند التأزيم إلى مستوى الدرجة الدنيا من التمثيل الدبلوماسي أما القطع والتجميد، فهو قرار ما زال خارج الأدبيات المسيرة للعلاقة بين الطرفين.

التطبيع الاقتصادي.. شراكة فوق اعتبارات السياسية

لم يتأثر التطبيع الاقتصادي بين البلدين كثيرا بعواصف السياسية التي مرت بها العلاقة المضطربة والمعمرة، بين الطرفين.

فقد كانت التبادلات التجارية بينهما تتعزز وتزداد أحيانا، حتى في فترات الاضطراب السياسي والدبلوماسي، مما يعني أن للاقتصاد والمال لغة أخرى، ولسانا غير الذي تتحدث به السياسة بين الطرفين.

ولكن الآثار الاقتصادية للتوتر الحالي ظهرت مبكرا، فقد أعلنت تركيا تعليق خطط للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، كما ألغى وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار زيارة كانت مقررة لإسرائيل، بعد أن كانت أنقرة تعتزم مناقشة خطط للتعاون مع إسرائيل للتنقيب المشترك عن الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط وإمكانية وضع خطط لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.

كما كشف وزير التجارة التركي عمر بولات يوم أمس الثلاثاء، أن التجارة بين إسرائيل وتركيا تقلصت إلى النصف مقارنة بالعام الماضي”، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أسباب الاضطراب في العلاقات

ويعتقد الكاتب والخبير في الشأن التركي سعيد الحاج أن التذبذب في العلاقات بين تركيا وإسرائيل يرجع إلى عدة أسباب بعضها متعلق بتركيا، وبعضها بإسرائيل.

ويشير في تصريح للجزيرة نت إلى أن الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وخاصة ما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى التي لها حساسية خاصة لدى عموم الشعب التركي ولدى قيادته أيضا، فضلا عن الحروب التي تشنها إسرائيل كل فترة على غزة والتي ترتكب فيها جرائم حرب، وكلها عوامل تجعل من الصعوبة بمكان توثيق وتطوير العلاقات أكثر فأكثر بين الطرفين.

هذا إضافة أيضا إلى المصالح المتناقضة والمتضاربة بين تركيا وإسرائيل في ملفات عديدة بينها ملف شرق المتوسط -وهو ملف مهم جدا في السياسة الخارجية التركية- وتقف فيه إسرائيل ضمن محور معاد لتركيا يضم اليونان، وهناك أيضا تقارير كثيرة تتحدث عن دعم إسرائيل للنزعات الانفصالية الكردية تحديدا في شمال سوريا وفي كردستان العراق، وهو أيضا ما يتعارض ويتناقض بشكل كلي مع المصالح والسياسات التركية.

وفيما يتعلق بتركيا، يشير الحاج إلى أن القيادة التركية تحاول الجمع بين أمور يصعب الجمع بينها، فهي من ناحية قيادة منتخبة، وبالتالي تهتم بنبض الشارع الذي يقف دائما مع فلسطين وضد إسرائيل، وخاصة خلال فترات الحروب والعدوان والاعتداءات على المسجد الأقصى ونحو ذلك.

ولكن أنقرة -في مقابل ذلك- تريد أن تخدم بعض شبكات المصالح المتوقعة أو “المتوهمة”، أحيانا، كما هو الحال بالنسبة لرغبتها في التعاون مع تل أبيب في ملف الغاز بشرق المتوسط، ومثل الاعتقاد الراسخ لدى البيروقراطية التركية أو -الشؤون الخارجية على الأقل- بأن العلاقات الجيدة مع تل أبيب هي مفتاح لعلاقات جيدة مع واشنطن، وغيرها من المصالح المتوهمة في هذا الإطار.

وبشأن رؤيته للتطورات الجارية حاليا في ملف العلاقات بين البلدين ومستقبلها، قال الحاج، إن تركيا عادت لعلاقات دبلوماسية مؤخرا مع إسرائيل ضمن سياق عام اتسم بفتح صفحات جديدة في مجمع علاقات تركيا الإقليمية، إلا أنها مع ذلك، لم تستطع أن تسكت عن العدوان الإسرائيلي الأخير بكل ما فيه من جرائم ومجازر.

ومع مرور الوقت تطور الموقف التركي -على الأقل في الجانب المتعلق بالتصريحات والمواقف اللفظية- إلى تصريحات أردوغان التي وصف فيها إسرائيل بأنها دولة إرهاب، وتحدث عن إغلاق باب التعامل والحديث مع نتنياهو، وتعهد بالعمل على إعلان إسرائيل دولة إرهاب في الساحة الدولية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن هناك قطيعة جديدة مثل ما حدث في العام 2010 بعد “ما في مرمرة”، أو ما حدث في 2016 بعد التعامل الخشن مع مظاهرات العودة في غزة.

ويشير في هذا الصدد إلى أن تصريحات أردوغان تحدثت عن استدعاء السفير التركي في تل أبيب للتشاور فقط، وليس لقطيعة دبلوماسية أو لإبقائه في أنقرة، انطلاقا من اعتقاده “أن العلاقات الدولية لا تعرف القطيعة”، وبالتالي فحتى السفير الإسرائيلي لم يطرد أو لم يعلن شخصا غير مرغوب فيه من ناحية أنقرة، فإسرائيل هي من سحبت سفيرها من تركيا على غرار ما فعلت مع عدة دول عربية ومسلمة تربطها بهم علاقات دبلوماسية.

ويخلص الحاج إلى أن صانع القيادة التركية وضمن مراجعاتها لعلاقاتها وتحالفاتها وسياساتها في العقد السابق ترى -وفق ما يعتقده- أن المواقف الحادة أو المتقدمة جدا لها أثمان سياسية واقتصادية باهظة، يبدوا أن تركيا غير مساعدة الآن لدفعها مرة أخرى، ولذلك بدا واضحا أن هناك حالة من محاولة التواؤم والتناغم مع المواقف العربية من الحرب الإسرائيلية على غزة مثل مواقف مصر والأردن وغيرها، على الأقل في الناحية العملية، حيث لا نكاد نجد فرقا كبيرا بين تركيا ومواقف بعض الدول العربية، إلا أن هناك افتراقا مؤخرا بعد طرح أفكار معينة من طرف الإدارة الأميركية، لكن المسار العام يبقى كما هو.

ويرى أنه واضح من تصريحات أردوغان أن تركيا طوت صفحة نتنياهو، ولكنها في وارد، وربما تريد أن تفتح صفحة جديدة مع أي حكومة قادمة، على أن تحمل نتنياهو الجزء الأكبر من مسؤولية العدوان على غزة، وكأنه يريد أن يترك سلما ما للنزول من الشجرة لاحقا بعد انتهاء الحرب.

رهانات متناقضة

وبغض النظر على الأسباب المباشرة والمآلات المستقبلية للعلاقة، فغير خاف أن الجسور منهارة بين الطرفين حاليا، لأسباب متعددة منها:

الرهانات المتناقضة، حيث تعمل تركيا على حماية وتعزيز موقعها في العالم الإسلامي، وتمثل “قضية فلسطين” إحدى المنصات والقضايا التي تمثل جزءا محوريا في الخطاب السياسي التركي، وهو ما يجعلها تلقائيا في الخانة المعادية لإسرائيل.

حجم الضغط الشعبي في تركيا من أجل موقف أكثر حدة ووضوحا تجاه إسرائيل، وهو ما يمثل بالنسبة لأردوغان ومساعديه حجر عثرة دائما في وجه أي تطبيع دائم ومستمر.

حجم العدوان الضخم الذي تمارسه إسرائيل على سكان غزة، وهو ما أحرق بدوره آخر أوراق التطبيع بين البلدين.

وعلى جسور الثقة المنهارة، ومع متغيرات طوفان الأقصى وما طبعت به من المنطقة من فورة الدم، تبقى الدبلوماسية التركية الإسرائيلية قصة صداقة بطعم العداوة، وتاريخ علاقة لا تموت ولا تحيى.

المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات