السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةآسيا الوسطىهل تهدد واشنطن "الشرق الأوسط" بالسلاح النووي؟

هل تهدد واشنطن “الشرق الأوسط” بالسلاح النووي؟

تمضي الأحداث في قطاع غزة نحو توسع دائرة الحرب، الأمر الذي يفسره ‏الحشد الأمريكي والغربي العسكري في المنطقة، لا سيما بعد إرسال الغواصة ‏النووية من طراز “أوهايو” إلى منطقة الشرق الأوسط.

وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أن الغواصة النووية من طراز “أوهايو” وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان على منصة “إكس” (“تويتر” سابقا)، أن “الغواصة النووية من طراز “أوهايو” وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية”.

وستنضم الغواصة من طراز “أوهايو” إلى حاملتي الطائرات “آيزنهاور” و”جيرالد فورد“، ومجموعة السفن الحربية التابعة لهما، والتي سبق أن نشرهما الجيش الأمريكي في المنطقة.تابع أخبار سبوتنيك عبر تلغراماشتراك

ووفق تقديرات الخبراء، فإن الغرب يحشد قواته العسكرية في المنطقة، لتنفيذ سيناريو أوسع من الحرب على قطاع غزة، إذ تسعى الدول الغربية بقيادة واشنطن لإعادة هيمنتها التي تقلصت أخيرا في المنطقة.

يقول الخبير السياسي اللبناني، محمد سعيد الرز، إن “الهدف الأمريكي ومعه الأوروبي من إرسال هذه الترسانة العسكرية البحرية الضخمة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، هو أكبر محاربة لحركة “حماس” الفلسطينية”.

ويرى أن “الحشد الأمريكي والغربي يتعلق بمشروع “شرق أوسطي” استراتيجي وتجاري واقتصادي، تعمل قوى الغرب على تنفيذه”.

ويضيف الرز في حديثه لـ”سبوتنيك” أن “قوى الغرب وجدت أن نفوذها بدأ يتراجع في الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهناك دول عربية كانت ضمن العباءة الأطلسية بالكامل، بدأت بعملية خرق لها، وانضمّت إلى منظومة “بريكس” ومجموعة شانغهاي، وعقدت اتفاقيات تجارية ضخمة مع الصين وروسيا ودول شرق آسيا، وهناك متغيرات حصلت في أفريقيا للتخلص من السطوة الفرنسية والغربية”، الأمر الذي يفسر زحف الغرب العسكري نحو الشرق الأوسط”.

وتابع أنه “في الفترة الأخيرة، زادت استقلالية دول الخليج العربي في التحكم بإنتاج النفط، عكس الإرادة الأمريكية، وذلك وسط مساع لتبريد الخلافات بين الدول العربية، والتوجه نحو لمّ الشمل العربي، وإعادة العلاقات مع إيران، بما يخالف المخططات الأمريكية والإسرائيلية التقسيمية للمنطقة، سواء عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد، و”صفقة القرن”، وإقامة الأحلاف الإقليمية تحت غطاء غربي”.

ويرى أن “الغرب انتهز حرب غزة للتدخل بهذا الكم العسكري الكبير في المنطقة، بهدف إعادة ترميم وبسط سلطتها، ومحاولة تطويق التمدد الشرقي القائم على تعزيز التعاون والمصالح الوطنية للدول”.

وأوضح أن “أولى خطوات محاولة التطويق هذه كانت مشروع الخط التجاري والنفطي من الهند إلى الخليج العربي إلى “قناة بن غوريون”، وتفريغ غزة واستخدام أرضها كمنطقة وصل مع الموانئ الإسرائيلية في مواجهة طريق الحزم والحرير الصيني، خاصة بعد تدمير خط “نورد ستريم” ومرفأ بيروت”.

ويرى محمد سعيد الرز أن “المطالبة الأمريكية الملحّة بعدم توسيع الحرب، ليست سوى مناورة مرحلية تنتهي بعد حسم احتلال غزة، ليبدأ بعدها دور الأساطيل والغواصات الاطلسية في “تنفيذ خط الهند – حيفا”، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل يومين أن غزة ستبقى تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي حتى بعد الانتهاء من “حماس”.

وشدد الرز على “ضرورة صمود أهالي غزة على أرضهم، رغم الإبادة الفظيعة التي يتعرضون لها، وكذلك اتخاذ موقف عربي جامع في قمة جدة المقبلة لمنع تصفية القضية الفلسطينية، والإصرار على حل الدولتين، ووضع آلية تنفيذية له، مدعومة من دول التحالف الشرقي، بقيادة الصين وروسيا”.

من ناحيته، قال الخبير في الدراسات الجيواستراتيجية والأمنية بالمغرب، الشرقاوي الروداني، إن “التحولات التي تعرفها المعركة بين “حماس” وإسرائيل أصبحت تعرف تغييرات قد تسمح بتوسع الحرب، من خلال دخول أطراف أخرى”.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك” أن “تصريحات الجانب الإيراني ودخول فصائل أخرى تابعة لـ”فيلق القدس” في المعركة، قد يبعثر مجموعة من توازنات المعركة، ما يحتمل معه استعمال أسلحة جديدة قد تغير قواعد الاشتباك”.

ويرى أن “أمريكا في مقاربتها من خلال إرسال ترسانة عسكرية نوعية إلى المنطقة، تستخدم استراتيجية الردع وتحاول الاستمرار في السيطرة، وتوجيه قواعد الاشتباك لتفادي انزلاق غير محسوب للمعركة”.

ويرى أن “واشنطن تحاول تأطير حسابات استراتيجية معينة، تضمن لها الخروج من دعمها لإسرائيل بأقل الخسائر، وتوجيه مخرجات ونتائج المعركة الحالية”.

وشدد الروداني على أن “التخوفات الأمريكية تتمثل في توسع إيران في المنطقة، من خلال دعم الحركات التابعة لها، إضافة للتهديدات الكبيرة للمصالح الأمريكية في المنطقة، والتي وصلت لمستويات كبيرة، خاصة بعد استهداف قواعد عسكرية أمريكية في العراق“.

ويشير الخبير المغربي إلى أن “استراتيجية الحركات المسلحة التابعة لـ”فيلق القدس” في المنطقة، قد تكون أصبحت تتحرك للشل الحركة التجارية في “مضيق هرمز”، وربما قد يكون استهداف مضيف المندب، الأمر الذي جعل واشنطن تغير حساباتها و تلوح بالردع الاستراتيجي من خلال إرسال غواصة نووية “أوهايو”.

يشار إلى أن أمريكا أرسلت إلى الشرق الأوسط، في وقت سابق، العديد من السفن الحربية، بما فيها حاملتا الطائرات “جيرالد فورد” و”دوايت إيزنهاور”، على خلفية الحرب بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة.

ويستمر التصعيد بين حركة “حماس” الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق “حماس”، عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لوقف ما وصفته بـ”الانتهاكات الإسرائيلية”، ومنذ ذلك الحين تنفذ إسرائيل قصفا عنيفا ضد القطاع مع قطع للماء والكهرباء والوقود ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية.

وتقول إسرائيل إن حربها على غزة جاءت ردًا على عملية “طوفان الأقصى”، التي شنتها حركة “حماس”، على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة، وراح ضحيتها أكثر من 1400 إسرائيلي وأكثر من 200 أسير آخرين.

وأسفر القصف الإسرائيلي على غزة، عن سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل وأكثر من 25 ألف مصاب، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية، عن مقتل أكثر من 153 فلسطينيا وإصابة نحو 2200 آخرين.

المصدر: سبوتنيك نيوز

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات