توقفت الاشتباكات بين “الجيش الوطني السوري” من جهة، و”هيئة تحرير الشام” والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، اعتباراً من مساء أمس الثلاثاء، وذلك بعد اتفاق هدنة فرضته القوات التركية العاملة في الشمال السوري.
وذكر مراسل “العربي الجديد” أن الاشتباكات توقفت كلياً في مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي، عقب اتفاق بين قادة الفيالق الثلاثة في الجيش الوطني، ممثلة بوزارة الدفاع، وقيادات من الفصائل المدعومة من “هيئة تحرير الشام”، برعاية تركية.
ويقضي الاتفاق بإزالة السواتر الترابية على الطرقات، وانسحاب العناصر التي كانت على الحواجز إلى مقارّها، وتسليم الجبهة الشامية القرى والبلدات التي سيطرت عليها أمس “هيئة تحرير الشام”، إضافة إلى تسليم معبر الحمران للشرطة العسكرية التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، وتشكيل إدارة مدنية مسؤولة عن جميع المعابر والموارد في منطقتي “درع الفرات وغصن الزيتون”.
ويشمل الاتفاق عودة الفصائل إلى مقارّها، مع إطلاق سراح المعتقلين، بينما تنحصر مسؤولية الفصائل العسكرية في خطوط التماس، وعدم التدخل في الأمور المدنية.
وأضاف المراسل أن معبر الحمران في منطقة جرابلس شمال شرقيّ حلب ما زال حتى الآن تحت سيطرة فصيل “أحرار عولان”، المنشق عن فصيل “أحرار الشام”، والمدعوم من “هيئة تحرير الشام”.
وكانت الاشتباكات بين الجانبين خلال الأيام الماضية قد أدت إلى سيطرة الفصائل الموالية لـ”تحرير الشام” على عدة بلدات في محيط معبر الحمران، ذي الأهمية التجارية والفاصل بين مناطق “الجيش الوطني” ومناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) مثل البورانية – شعينة – الصابونية بريف جرابلس، وطنوزة – حج كوسا – الظاهرية بريف مدينة الباب، إضافة إلى قرى احتيملات – شدود – صوران – دابق – برعان في الريف الشمالي.
وذكرت مصادر محلية أن الجانب التركي طلب من الجانبين الوقف الفوري للأعمال العسكرية بالتزامن مع إرسال الجيش التركي تعزيزات إلى قرية كفرجنة بمنطقة عفرين شمال غربيّ حلب.
وأدت الاشتباكات بين الجانبين إلى سقوط قتلى وجرحى ووقوع أسرى بين الأطراف المتحاربة، إضافة الى وقوع إصابات بين المدنيين.
ويقضي الاتفاق، وفق المصادر أيضاً، بتشكيل لجنة لتقييم الأضرار في ممتلكات المدنيين وتعويضهم من جانب الفصائل.
وسبّبت الاشتباكات حركة نزوح لعشرات العائلات، حيث شهد مخيم المرج في احتيملات بريف حلب حركة نزوح للأهالي باتجاه الأراضي الزراعية، بعد استهداف المخيم بقذائف الهاون، إضافة إلى تعرض منازل المدنيين في قرية دابق بريف اخترين شماليّ حلب، لقصف مماثل. كذلك شهدت بلدات صوران واحتيملات ودابق نزوحاً لمئات المدنيين إلى الأراضي الزراعية، وسط انقطاع الطرقات من إعزاز إلى جرابلس.