الأربعاء, يوليو 3, 2024
الرئيسيةآسياشيرين أبو عاقلة : عام على رحيلها بعيون زملائها والمجتمع الفلسطيني

شيرين أبو عاقلة : عام على رحيلها بعيون زملائها والمجتمع الفلسطيني

بدأ المصور مجدي بنورة عمله في قناة الجزيرة، كمصور في الأراضي الفلسطينية في شهر أغسطس/آب من عام 1997، وهو الشهر ذاته الذي انضمت فيه الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة للشبكة الإعلامية القطرية. مجدي عمل مع الراحلة شيرين حتى آخر يوم من حياتها، يوم 11 مايو/ أيار من العام الماضي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة.

“صباح الخير يا شيرين”

تمكن مجدي بنورة يوم حادثة مقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين من تصوير آخر دقائق من حياتها بصعوبة بالغة، ولم يتخيل يوما أنه سيرافقها في لحظات حبست أنفاسه وأنفاس زملائه ليس في يوم الحادثة فحسب، بل طوال العام الماضي، وفق ما قاله لي مجدي خلال لقائي به خلال يوم عمله في رام الله.

وأضاف المصور مجدي: “عندما توجهنا صباح ذلك اليوم للموقع بالمخيم في تمام الساعة 6:30، لبسنا الدروع الواقية والخوذ وتأكدت أنها ارتدت الزي الصحفي الواقي، ومشينا في هدوء تام ولم يكن هناك أي اشتباك في المنطقة، حتى أن شيرين قالت لنا لن نتأخر، سنصور البث المباشر ونعود لنفطر سويا، لكنها ماتت وهي جائعة”.

معرض صور لشرين أبو عاقلة

لم تفارق أصوات إطلاق النار وصراخ الصحفيين لحظة وقوع حادثة مقتل شيرين، مخيلة مجدي لأشهر طويلة، تلك الأصوات قَضَّت مضجع مجدي في كل ليلة، خاصة وأنه وثقها بعدسته.. وحتى يومنا هذا، يحاول مجدي وبقية زملائه إنكار تلك اللحظات، لدرجة أنه كلما دخل إلى مكتبها يقول: “صباح الخير يا شيرين”.

وأردف مجدي بالقول: “نتمنى أن يكون كل ما حدث حلما، وأن تعود شيرين للمكتب. بعد 25 عاما من العمل مع شيرين حتى لو أخذنا مائة جلسة للعلاج النفسي لن نتغلب على الكارثة التي حلت بنا. ذكرى شيرين لم تفارقنا ولو ليوم واحد طوال السنة”.قصص مقترحة نه

وعرض مجدي أمامنا مئات الصور التي جمعته وبقية زملائه مع الراحلة أبو عاقلة.

صورة لشيرين أبو عاقلة في خلفية حفل

“ترجيح القتل بالخطأ “

أعلن الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول الماضي نتائج التقرير النهائي حول ظروف مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وقال: “إنه يرجح احتمال إصابتها بنيران إسرائيلية عن طريق الخطأ”. وفي إطار التحقيقات وبعد استجواب قوة الجيش التي شاركت في العملية بتاريخ 11مايو/أيار الماضي، ونظرا لوضع الرصاصة التي أصابت شيرين، لم يكن بالإمكان التحديد بشكل جازم على يد من قتلت الصحفية أبو عاقلة”، وشدد التقرير على الاحتمال القائم أن تكون شيرين قد قتلت برصاص المسلحين الفلسطينيين الذين أطلقوا النار على الجنود الإسرائيليين حينها.

وأعرب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في حينه عن أسفه لمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، كما خلصت النيابة العامة العسكرية إلى انعدام وجود شبهات ارتكاب مخالفة جنائية تستدعي فتح تحقيق جنائي في الحادثة لدى الشرطة العسكرية الإسرائيلية.

شيرين أبو عاقلة

“وفاء لشيرين”

لا أذكر أنني تواجدت يوما، ولسنوات طويلة، في مسرح القصر الثقافي في مدينة رام الله، دون أن أرى شيرين أبو عاقلة فيه: إما صحفية، أو مشاركة، أو حتى متطوعة في عروضه الفنية والثقافية، هذا العام رأيت صور الراحلة شيرين أبو عاقلة قد ملأت المكان.

أحيا مركز الفن الشعبي الفلسطيني، والذي كانت شيرين منذ عقود من ضمن هيئته الإدارية، الذكرى الأولى لرحيل الصحفية المقدسية بلوحات فنية محلية وعربية، منها أغنية “وتبقى شيرين” بغناء فرقة محلية وأغنية أخرى عرضت عبر الشاشة من ألحان نجل المغني اللبناني الراحل وديع الصافي مهداة “لروح شيرين”.

حفل لإحياء ذكرى شيرين أبو عاقلة

تحدثت مع مديرة مركز الفن الشعبي إيمان حموري، وهي صديقة مقربة للراحلة أبو عاقلة، وقالت لي: “افتقدنا شيرين كثيرا هذا العام خاصة وأنها كانت تساعدنا دوما و مؤمنة بدور الفن والفلكور الفلسطيني لترسيخ هويتنا الثقافية، وكانت داعمة للمبدعين الفلسطينيين من كل الفئات، حتى أنها أقنعتنا بأهمية استئناف عروض مهرجان فلسطين الدولي في عام 2005 رغم ما كنا نمر به في حينه من أوضاع سياسية واقتصادية صعبة في الأراضي الفلسطينية”.

وأردفت الحموري بالقول وهي تحاول كبح دموعها: “كثير من الأحيان كنت أنسى أنها رحلت عنا، وحاولت الاتصال بها في عدة مناسبات لأقول لها ما يدور بداخلي من مشاعر صعبة وقاسية ولأخبرها عن خطط عملنا… وفاء لشيرين ولما قدمته من مسيرة مهنية ووطنية وإنسانية حافلة، نحن هنا اليوم لنحيي ذكراها بالطريقة الفنية التي لطالما أحبتها”.

“متحف تفاعلي”

يوضع حجر أساس “متحف الإعلامية شيرين أبو عاقلة” على مساحة 4 دونمات من أرض في مدينة رام الله، مقدمة من بلديتها وبتمويل من شبكة الجزيرة القطرية – يقدر بـ 4 ملايين دولار لإقامة متحف تفاعلي يعرض المقتنيات المهنية للفلسطينية أبو عاقلة “لتخليد ذكراها”، كما سيتضمن المتحف مساحات أكاديمية تخصص للدورات الصحفية مستقبلا.

ويفترض أن يرى المتحف التفاعلي النور بشكله النهائي، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لرحيل الإعلامية شيرين أبو عاقلة.

المصدر: بي بي سي

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات