السبت, نوفمبر 23, 2024
الرئيسيةCentral Asiaسقوط الدولار ينذر بسقوط أكبر

سقوط الدولار ينذر بسقوط أكبر

بعد خسران الولايات المتحدة الأمريكية قائدة الغرب الأوروبي وحلف ” الناتو ” للحرب في أوكرانيا بالوكالة عبر تزويد العاصمة ” كييف ” بالسلاح الحديث و المال الوفير و بحجم تجاوز المائة والخمسين مليار دولار ،

وخسرانها المراهنة على تضييق الحصار على روسيا الاتحادية القطب العملاق مساحة و إقتصادا و عسكرة و على مستوى السلاح النووي الذي تحتل فيه الرقم 1 عالميا ، من الداخل ومن الخارج ، ونجاحها فقط في المقابل في ديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح و إختلاق الأزمات الدولية و الحروب ، سارعت روسيا لحماية عملتها الوطنية ” الروبل ” بربطه بمصادرها الطبيعية الغنية مثل “النفط و الغاز و المعادن الطبيعية ، و الأخشاب ” إلى جانب ثروتها السمكية و تبوئها لمركز متقدم في تجارة السلاح التقليدي الحديث المطور ، وكل ذلك بجهد مباشر لمحافظة البنك المركزي الروسي إيلفير نابيولينا ،وهي التي رفعت من شأن تصريف العملة الوطنية الروسية مقابل الدولار و اليورو ، و من خلال فرض قيود على العملات الأجنبية المهاجرة من روسيا في زمن تصاعد حزم العقوبات الغربية على روسيا بسبب إدخالها لعمليتها العسكرية الخاصة التحريرية الدفاعية الإستباقية غير الإحتلالية إلى داخل أقليم ” الدونباس ” شرق أوكرانيا عام 2022 بإلاتكاز على مادة الأمم المتحدة القانونية رقم 51/7 التي سمحت لروسيا الدفاع عن نفسها أمام الاعتداء الخارجي من قبل ” كييف ” و الغرب الأمريكي الماكر بحجة حماية إستقلال أوكرانيا ، و بعد إعاقة الغرب للحوار الأوكراني الروسي المباشر و عبر إتفاقية ” مينسك ” ، و بعد تحريك صناديق الاقتراع في داخلها ، و بعدما نجحت سابقا عام 2014 بتحريكها في إقليم القرم بعد الانقلاب الدموي غير الشرعي في ” كييف ” العاصمة حينها ،و بعد تحويل نظام “كييف ” المرتبط بالتيار البنديري المتطرف إلى خادم ليس للشعب الأوكراني ولكن للغرب و لحلف “الناتو” المعادي لروسيا ، والرافض سابقا عام 2000 ذات الوقت لدخول روسيا إليه بهدف لجم الحرب الباردة و سباق التسلح إلى الأبد .

والصين الشعبية تعتد بعملتها الوطنية ” اليوان ” ، وتستوعب مؤامرة الولايات المتحدة الأمريكية بإحداث شرخ بين الصين و تايوان ، في زمن تعتبر الصين ” تايوان” جزءا من سيادتها و خطا أحمرا ، و إقترابها من روسيا أزعج أمريكا و أثار حفيظة الغرب و في مقدمته فرنسا ، لدرجة دعا فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الصين في زيارته الأخيرة لفصل أوروبا عن أمريكا ، مما يعني أن الغرب بدأ يستشعر ثقل تحمله لوزر الأخطاء الأمريكية وسط خارطة العالم ، ومن خلال إفتعالها للحروب و الأزمات الدولية و في صدراتها ” الحرب الأوكرانية ” و التي هي صناعة غربية – أمريكية بإمتياز إرتكزت على عداء التيار البنديري الأوكراني المتطرف لروسيا ، و تمكنت الصين منذ عام 2020 من شراء كميات كبيرة من الذهب الروسي و بحجم تجاوز ال – 6،6 طن بقيمة تجاوزت ال- 687 مليون دولار ، و شراء غاز روسي بحجم يعادل 400 مليار دولار ، في وقت حاصر الغرب فيه روسيا ومنعها من تصدير مصادرها الطبيعية إلى أوروبا و أمريكا ، و توجه روسيا و شرق و جنوب العالم إلى عالم متعدد الأقطاب عزز إنفصال كبريات دول العالم عن الولايات المتحدة الأمريكية ، وبدأ قطبها الأوحد فعلا بالتراجع و الانقسام على نفسه ، ولم تعد أقطاب العالم المستقلة وفي مقدمتها روسيا والصين ، و إيران ، و العربية السعودية الوثوق بأمريكا صاحبة التاريخ المعاصر المأزوم في أفغانستان ، و فيتنام ، و كوسوفو، و العراق ، و سوريا ، و ليبيا ، و اليمن ، وفي فلسطين .

البروفيسور الروسي النائب و رئيس مؤسسة ” روسكي – مير ” فيجيسلاف نيكانوف صرح بتاريخ 13/ 04/ 2023 عبر مشاركته في برنامج فضائي في موسكو عبر القناة رقم “1” ، بأن الدولار بدأ فعلا يترنح ، و التوجه الروسي و الصيني و الإيراني ، و توجه عالم الأقطاب المتعددة يدفع بهذا الاتجاه ، و هو الأمر الذي يتطلب من العالم العربي الموزع على 22 قطرا عربيا الانتباه للتحولات الاقتصادية العالمية خاصة ماله علاقة بالعملات الوطنية لكل بلد ، و ارتباط العملات العربية بالدولار الأمريكي المهدد بالانهيار و هو الذي لا يرتكز على قاعدة المصادر الطبيعية ، و يتم انتاجه في المطابع الخاصة بإصدار الدولار و بكميات مليارية هائلة تجتاح العالم ، و ان اوان العرب لكي يوحدوا صفوفهم و ينتجوا عملة موحدة خاصة بهم ترتكز على مصادرهم الطبيعية الغنية مثل البترول و الغاز و الذهب و المعادن الثمينة مثل الألماس ، و الفوسفات و البوتاس ،و النحاس و غيرهم ، و لأن يقدم العرب مصلحتهم القومية على مصالح الفرنج وما بحرث لبلاد غير عجولها ، مقولة شعبية تناسبنا نحن العرب في زمن الحروب و الأزمات الدولية خاصة المفتعلة منها مثل الأوكرانية، والتي هي مؤامرة بالكامل على أوكرانيا و روسيا الاتحادية معا عبر الثورات البرتقالية و انقلاب ” كييف ” عام 2014 ، وفي زمن تراوغ فيه (إسرائيل ) و تماطل في الخروج من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 ضاربة بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها 181/ 242 ،و تواصل توقيع معاهدات سلام مع العرب ذات الوقت .

لم يفلح الأتحاد السوفيتي بين عامي 1924 و 1991 في الغاء عملة ” الروبل ” حسب الاستراتيجية الاقتصادية للحزب الشيوعي الحاكم آنذاك لأنجاح الشيوعية نفسها ، و العيش اقتصاديا من دون عملة حتى ، ولم يتمكن من الانتقال الى الرقابة الذاتية لضبط غرائز الشعوب السوفيتية لتصبح درسا تستفيد منه شعوب العالم ، ولم يتمكن السوفييت من تغيير مسار دول العالم ، لكن العالم انقسم في عهدهم الى معسكرين شرقي و غربي ، و رغم أن الغرب حارب إلى جانب السوفييت في الحرب العالمية الثانية 1939 1945 ممثلا في بريطانيا و أمريكا الا أنه فضل تشكيل عالم غربي خاص به و واصل ديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح ، و اليوم وبعد مرور عام على إندلاع الحرب الأوكرانية و أكثر نلاحظ بأن العالم بدأ يتغير و يتجه صوب عالم متعدد الأقطاب ، و يعزف عن سطوة القطب الأوحد ، و شرخ يحدث الان بين أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية بسبب شعور أوروبا بتحميل أمريكا لها لفاتورة حروبها الدولية و التي تتصدرها الحرب الأوكرانية الان التي يريد لها الغرب أن لا تنتهي ، أو أن تنتهي بشروط الجانب الخاسر في الحرب مثل ” كييف ” و الغرب الأمريكي كاملا و هو المستحيل ، و روسيا لم تمارس الأحتلال وسط عمليتها العسكرية الخاصة ، و إنما أعادت لسيادتها ما تم اقتطاعه منها في العهد السوفيتي في زمن نيكيتا خرتشوف عام 1954 مثل ” القرم ” ،و للدونباس قصة أخرى ، وكل أوكرانيا بالنسبة لروسيا إن لزم الأمر أراضي روسية التاريخ أيضا عمل فلاديمير لينين على إظهارها لغايات زراعية ، و سميت في عمق الزمن المعاصر السلافي بكييفسكا روس ، أي ” كييف الروسية ” ، وكانت لزمن طويل الكنيسة واحدة .

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات