وقد شارك مركز تريندز في الحلقة النقاشية بوفد من عشرة مسؤولين وباحثين، وقدم الدكتور فتوح هيكل مدير الأبحاث والمستشار العلمي بـ”تريندز” ورقة عمل أوضح فيها أهمية موضوع الحلقة بالنظر إلى اعتبارين هما ما يشهده عالم اليوم من تنامي ملحوظ وتشابك في حجم الأزمات والصراعات العالمية.

وقال إن الاعتبار الثاني يتمثل فيما يشهده الشرق الأوسط تحديداً من تغيرات جيواستراتيجية بالغة الأهمية، ولاسيما مع بروز العديد من المؤشرات على اتجاه كثير من دول المنطقة لتخفيف حدة التوترات وتبني سياسة تقوم على تصفير المشكلات ومحاولة حلها أملا في إتاحة المجال لشعوب المنطقة للتركيز على تحقيق التنمية والسلام.

وأوضح أن هذا الأمر برز في العديد من المؤشرات المهمة ومنها اتفاقيات السلام الإبراهيمية، والاتفاق السعودي الإيراني، والانفتاح الخليجي والعربي مع إيران، والانفتاح الخليجي والعربي على سوريا تمهيداً لعودتها لممارسة دورها الطبيعي في النظام الإقليمي العربي.

وتطرق إلى ما وصفها بحالة التبريد التي شهدتها العديد من الأزمات الأخرى، لا سيما الأزمة في ليبيا والأوضاع في العراق، والانفتاح العربي التركي، سواء على صعيد العلاقات الخليجية – التركية، أو المصرية التركية أو السورية التركية، والذي قد يمهد الطريق أمام مزيد من التعاون الذي يخدم الجانبين.

وحول ملامح الشرق الأوسط الجديد المنشود، قال الدكتور فتوح هيكل إنها تتسم بمجموعة من السمات، وهي الاتجاه المتزايد من دول المنطقة للإمساك بزمام الأمور والاعتماد على نفسها في وضع الترتيبات المتعلقة بمنظومة الأمني الإقليمي وتنويع شبكة الحلفاء والشركاء من خارج المنطقة، وتوصل الكثير من دول المنطقة إلى قناعة بأن منطق الصراعات والتوتر لا يخدم مصلحة أي طرف.

وأعرب الدكتور هيكل في الحلقة النقاشية التي شارك فيها أيضا الأستاذ محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين، وأدارتها الزميلة فضيلة السويسي، عن تفاؤله الحذر، مبينا أن المشكلة ليست في السياسات العربية والخليجية وإنما سياسات وتدخلات القوى الإقليمية الأخرى، وهذه الأخيرة تشهد تقلبات كثيرة ومتباينة، مشيرا إلى إصرار دول الخليج العربية وعلى رأسها دولة الإمارات على تحقيق السلام والتنمية في المنطقة استنادا الى قاعدة الحوار والتعاون كأساس لحل المشكلات وتحقيق التنمية والازدهار لجميع الدول.

من جانبه، قال الحمادي إن الحرب الدائرة في أوكرانيا صعبة على العالم بأسره، وليس فقط بالنسبة لموسكو وكييف، لأن كافة الدول تأثرت، مضيفا أن دول المنطقة لم ترغب في أن تكون طرفا في النزاع، لأنها تطمح إلى تصفير المشكلات وتنقية الأجواء لا زيادة منسوب التوتر.

وأشار إلى أن دول المنطقة أرادت أن تتحرك بشكل إيجابي في خضم هذا النزاع، سواء من خلال الدور الإنساني، أو عن طريق وساطات لأجل رأب الصدع “وبالتالي، اختارت الحياد الإيجابي”.

ووصف الحمادي الخيار العربي بعدم التدخل في الحرب الدائرة في أوكرانيا بالخيار الإيجابي والموفق.

المصدر: سكاي نيوز عربية